أعلان الهيدر

السبت، 18 أكتوبر 2014

الرئيسية مدرستي العجيبة

مدرستي العجيبة


لطالما احببت رسوم الكارتون كباقي اطفال سني، حتى انه كان لي رسومي المفضلين، وكان اهمهم رسوم باص المدرسة العجيب، كنت احبه بشدة وكنت معجبا بذالك الشرح البسيط للعلوم الذي يقومون به، لكن الأدهى من ذلك هو اني تمنيت لو كان بإستطاعتنا ان نقوم بالمثل في مدرستي؛ لكن رأيت الأعجب من ذلك.
تفننو المعلمين في ضربنا و في طرق تهشيم عظامنا، ففي كل مستوى مررت به كان عنفهم يتغير و يشتد، و يتخد اشكالا متعددة، فقد إبتدأ الأمر منذ الإبتدائي، وتلك المعلمة القاسية النظرات، المتخفية تحت غطاء المحبة و الطيبة و البشاشة في حديثها مع اخى... فقد إنتقلت لتوي لهذه المدرسة كي القى تعليما افضل من تلك التي كنت فيها.
لم اعلم انها ستكون قاسية بذلك الشكل، فسياستها في الضرب، تقتصر على الدماغ، كلما اخطئ الشخص عنف بالضرب على الرأس حتى يصل إلى مرحلة فقدان الذاكرة؛ بعصاها الخشبية، كانت متطرفة في فكرها و ضربها، فبسماع إسمها اشد على رأسي خوفا.
في المستوى الثاني تغير الأمر قليلا، و نزل الضرب من الرأس إلى اليدين و الرجلين، ليختلف المستوي و يشتدّ عنفا، المستوى الثالت كذلك، لكنه إختلف و لا أعلم إن كنا نضرب او نجلد فسياسة المعلم بخرطومه البلاستيكي الصلب، كان يضرب دون ان يحدد مكان نزول الضربة و كان لا يهتم بمدى خطورتها او مكان نزولها، كان يضرب بغل كأن له عقدة نفسية يقوم بتفريغها فينا...
تغير الأمر أيضا في المستوى الرابع حيث ان المعلمين لم يكن لديهم توجها عنفيا، بل كانت لديهم سياسة خاصة في التدريس و يمكن القول انها افضل سنة مرة علي، لكن وقعت لي طريفة و يمكن ان تفسر و تعطي نظرة حقيقية على إشكالية "باك صاحبي" التي تنخر المجتمع، فقد كنا انا وصديقي في أحد الايام أن وصلنا متأخرين إلى المدرسة، كان الأساتدة لم يلتحقو قبل بالفصول، ليتم إقافنا من طرف حارس المدرسة و يسمح لصديقيي بالدخول، بدعوة ان اباه صديقه، و ليتم طردي و جلب ولي امرري إلى الإدارة.
إنتهت السنة و مررت للمستوى الخامس لتنتهي فسحة المستوى الرابع و يعود التعذيب و الضرب إلى الواجهة، بدأ الأستاذ يستعمل يده كما لو انه يتشاجر مع شخص في سنه، و يضيف الكلام النابي و إستعمال العصي بشكل هستيري، لم اكن اعلم اننا اطفال، بالعكس، فما يرى و يفعل دليل على اننا اكبر من ذلك...
المستوى الأخير مستوى الشهادة، المستوى السادس إبتدائي، هنا يمكن القول انه المستوى المثالي في الفلقة، و غريب في نفس الوقت، حيث إختلف بشكل كبير عن ماكان عليه سابقا، ففي حين ان المعلمين كانو يركزون على الرجلين في إعطاء الفلقة، معلمتنا كان لها رأي آخر و فلسفة خاصة بها، كانت تستهدف مؤخراتنا في ضربها هههه؛ كانت تقيم طقوسا لذلك، فتكلف من يقوم بتثبيتنا مع الطاولة، و تجهيزنا لعصاها، نفسيا و جسديا، لتقوم بجلدنا 10 او 20 جلدة حسب حكمها، و الجميل في ذلك انها كانت ديموقراطية فلا إبنتها نجت من بطشها و لا المتبثين فلتو من عقابها...
هذه هيا مدارسنا فلا عجب ان تنمو لدينا داعش، او غيرها، ولا بكاء عند كبر نسبة الإجرام و العنف في مجتمعنا فنحن من نربيه فينا و يربا في اطفالنا، نربى على ذالك و نمارس عنفنا من بعذ ذلك.

نبيل رضوان


يتم التشغيل بواسطة Blogger.