أعلان الهيدر

الخميس، 30 يونيو 2016

الرئيسية قصتي مع أول فتاة تقتحم حياتي

قصتي مع أول فتاة تقتحم حياتي

تبتدأ قصتي مع الجنس الملقب باللطيف منذ زمن طويل، حين أحسست بنفسي أن أختلف عنهم، كانت بدايات جميلة مليئة بالحب النقي الخالي من أي نفاق أو كذب، مليء بالتناغم والإنسجام، تلك الأوقات كانت جميلة ولو أنها لم تعد إلا بقايا في الذاكرة... تلك الأوقات التي لم أكن أريدها أن تنتهي أبدا، لكي نبقى دائما معا... يداً في يد نلعب ونلهو، نظحك دون إكتراث للعالم، فالعالم خلق من أجلنا معا فقط!
كنت صغيرا! لست مراهقا أو روميو داك الزمن؛ فقط طفلا صغيرا يلهو ويلعب مع صديقته التي في مثل سنه. بقدم هذه القصة، لم أعد أتذك حتى ملامحها الطفولية... أو حتى إسمها، فبذلك العمل التي أقدمت عليه ضدي محت به كل ذكرى جمعتنا في تلك المدة...


طفل في الرابعة من عمره أو أقل، لم تطأ قدمه المدرسة بعد ولم يتروض أيضا. كنت أقضي معظم وقتي في اللعب واللهو مع أصدقاء الحي، كان فيهم طفلة في مثل سني كانت جميلة، جميلة جدا لعدم قدرتي على مفارقتها أو عدم اللعب معها، حتى أنني كنت أبكي لكي تدعني أمي أذهب لمنزلهم، لم نكن نتفارق، دائما معا... في أحد الأيام كنا مجموعين مع أطفال الحي، نلعب .. وكان هناك حائط يعلو بأكثر من مترين بجانب الحي القريب من حينا و يطل على حافة تؤدي إلى حي آخر، كانو آبائنا يحدروننا منه أو من اللعب بجانبه، وكنا دائما نسمع كلامهم، لأننا كنا نخاف بالتواجد بجانبه خوف السقوط منه؛ لكننا كنا أطفالا ولم نكن متعقلين في أعمالنا أو أفعالنا..
في أحد الأيام كنا نلعب بجانبه، وطلبت مني صديقتي التي أكن لها مشاعر صادقة آنذاك أحاسيس لم أفهمها أبدا، لكني كنت أريدها دائما بجانبي... طلبت مني في لحظة أن أقف معها بجانب الصور لم أرفض طلبها ولم أفك أبدا في أن أناقشها لمذا أو خوفا سنسقط، فقط وافقت على طلبها وأنا مبتسم لها... ظننت أننا نلعب فقط، تكلمت معي لحظات لكني لم أعد أتذكر كلماتها، ما أتذكره في تلك اللحظة هو إبتسامتها اللتي تعلو شفتاها كأنها البارحة.
... لم أعد أتذكر بعد ذلك ما جرى سوى أنني في مستشفى المدينة، في قسم المستعجلات فاقدا للوعي بما جرى... لم أفهم ما وقع، سوى أنني في لحظة أستيقظ لأجد نفسي عاجزا عن الحديث والحركة ... فاقدا للذاكرة الجزئية، ليست لدي أدنى فكرة عن ما وقع في تلك اللحظة. ولا زلت لحد الآن جاهلا لما حدث، سوى ما روي لي عن طريق الأصدقاء الذين عايشو اللحظة ومن الجيران في ذلك الحي، لا أتذكر من كل ذلك سوى الظحكة التي تعلو شفتيها الصغيرتن قبل الكارثة.
عندما كبرت قليلا، في سن الثامنة، حين أصبحت عاقلا بما يكفي لأتلقى الصدمة، بعدما أصبحت تلك الفتاة مجرد طيف في مخيلتي دون صفة أو وجه أو إسم، حيث لم تعد لدي فيها أي ذكرى، بينما كنا جالسين في المائدة قامت أمي بالبدأ في التكلم حول الموضوع، وتحكي لي ما وقع لي في تلك الحادثة، قالت لي "أنه في الوقت التي كنت تلعب معها فوق ذلك السور، قامت برميك منه، ففقدت الوعي آنذاك ولم تعد ستطيع التنفس أو التكلم كنت عاجزا عن الحركة مما إستوجب علينا أخدك إلى المصحة لأخد العلاجات اللازمة كنت في حالة إغماء ولم تتذكر أبدا ما حدث".
كل شيء وعق في لمح من البصر، في رمشة عين نسيت كل شيء تعلق بها، ملامحها، إسمها، كل شيء كما لو أنني أصبحت صفحة بيضاء تعاد الكتابة فيها.
لمّا إنتهت أمي من إخباري لم أحس بشيء من الحقد أو الكره تجاهها، فلم أعد أعرفها فقد أحسست أنه لم تكن مرتبطة بي كشخص، فقدان الذاكرة اللحظية لم يحسسني بأي حقد تجاهها، كما أنه لم تفعل ذلك عن قصد، أو بأي دافع، فربما هو الصغر بحماقاته، أو ربما فعلا كانت تعي ما فعلته... الأمر سيان الآن، ففي كلتا الحالتين كان هناك إحتمالين الموت أو الحياة، وربما حالفني الحظ وإختارتني الحياة للأعيد التجربة مع فتاة أخرى.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.