أعلان الهيدر

السبت، 8 مارس 2014

الرئيسية الصراع السياسي في الجامعة

الصراع السياسي في الجامعة



يخفى عن أي جديد في 'العالم' الجامعي أن يكون يقظا لما يجري في الجامعة من صراع إيديولوجي وعقائدي و السياسي بالأساس، في سنته الأولى، فتلك السنة هي بمثابة تثبيت الأرجل، و البحت عن الذات و المرجع الذي سيتخذ من بعد ذلك، والأفكار التي ستبنى عليها الشخصية
.
و مع مرور السنوات تبدأ ملامح الصراع الدائر في الجامعة بالظهور، و تظهر رأس الخيط الذي لطالما كان تائها في كومة القطن المتناثر هنا و هناك. 
لا يخفى عن الجميع ان جامعتنا، ليست كجامعات كامبردج، او هارفرد، او باقي اعرق الجامعات في العالم، التي تبني و تنمي رؤوسا تحكم من بعد و تسير إدارات و دول من اجل تنميتها و علوها، و سموها.  فتلك النظرة المسبقة لنا قبل التوجه إلى الجامعة هي نظرة مغلوطة لأن الحقيقة أسوء من ان تتم معرفتها،  فجامعتنا هي اقرب لحلبة صراع بين تيارات  تتلخص كالعادة في اتجاه كاره للنظام و للرأسمالية و الكومبرادور و مشتقاته، و إتجاه آخر معادي للأول تمثل الدين و الحكم الرشيد، متشددين لكن متفقون أيضا مع الاتجاه الأول فيما يخص الكومبرادور، و لكنهم يردون استبداله بآخر ولكن هذه المرة بكمبرادور دو لحية ليكون لسابقه خليفة، بحكم ديني أو بالأحرى صناعة دكتاتور بآخر، تحت غطاء ديني.
و بين الإتجاهين يوجد طرف ثالت، لا يتفق مع الأول، او كاره له بالمعنى الصحيح، و هو ابعد بكثير عن الفكر المتشدد للتيار الثاني، لكنة يمثِّل على الإثنين ببعده عن السياسة، او على الأقل ما يرى بالواجهة.
حديثي في هذا المقال سينصب على جامعة ظهر المهراز، بإعتباري طالبا فيها و لإعتبار آخر بأنها تمثل هذا الصراع الثلاثي بشكل واضح و يومي.
لطالما كانت ظهر المهراز قلعة القاعديين المحصنة، و لطالما كانت عليها الأطماع من التيارات الأخرى المتمثل في العدل و الإحسان بالمقام الأول، و التجديد و الإصلاح تانيا؛ فمن الذي لا يريد ان يتحكم في مصير ثلاث كليات في نفس الوقت؟!!
و من اجل ذالك فقد شهدت ظهر المهراز مجازر و مطاحن بينهم لمن يعود له حكم القلعة و من سيتسيد عرشها، لكنها لطالما كانت للقاعديين، و آخر صراع حضرته كان بينهم و بين العدلاويين، في سنة 2011 حيث أرادوا إزاحة القاعديين و ارادو ان يكون لهم حكم في الحي الجامعي سلطة خاصة الشيء الذي رفض من طرف التيار الآخر، و انتهى الصراع بمعركة دموية، انتهت بطرد العدلاويين من الحي ليومنا هذا.
و بالتالي فقد ظل الصراع البارد او الحرب الباردة بمعنى آخر، منذ التاريخ إلى اليوم بين القاعديين و التجديدين، وإن كانو هؤلاء لا يهتمون بالمجال السياسي و إنصبابهم في مجالات التوعية و الدعوى، لكن في الآونة الأخيرة  إشتد وتر الصراع بين الإثنين بعدما كان شبه منعدم، و دلك بسبب إغلاق الحي الجامعي في وجه الطلبة.
ملاحظة أخرى يمكن لأي متتبع لما يحدث في الجامعة هو ان التجديديين في كلامهم يحسونك ان الجامعة المغربية في أبهى الحلل، بل ادهي من ذلك هو ان جامعاتنا احسن بكثير من باقي الجامعات السالفة الذكر، بل وحتى سكوتهم حول قرار إغلاق الحي الجامعي دون إعطاء بديل كان ارذل بكثير من قرار إغلاقه من طرف إدارة الحي او النظام بشكل عام، هذا إلغلاق سلب القوة الكامنة للقاعديين و اعطى الفرصة للتجديديين بالإنقضاد عليهم و إن كان ذلك يتجلى في الصراع  القائم بينهم حاليا، في محاولة لإسقاط القاعديين و التتربع على عرش الكلية، لكه اسوء سيناريو يمكن ان يقع، ليس لأني اريد القاعديين في تلك السلطة لا، بل لأنه سيكون من الأسوء ان تكون هناك منظمة نظاميه إن صح التعبير، لتمرر قرارات النظام حتى لو كانت ضد الطلبة، وطمس أي نضال كان أو سيكون، مستغلين بذلك ضعف القاعديين في الآونة الأخيرة، و ذلك بسبب سلب النظام قلب القلعة النابض، لهذه الجامعة.
أنا لا أدافع عن القاعديين، لأن لكل فصيل سلبياته و مساؤه لكن تختلف درجاتها، و لعل من سلبيات القاعديين أنهم دَمقْرطيين، و سياديين أيضا، و حتى تمثيلهم الشيوعي، الذي لطالما كان معاديا للدين و الذي أحببنا ام كرهنا يبقى من الخطوط الحمراء في مجتمعنا المحافظ، و كذلك الإنفتاح الزائد والغير مقبول في بعض الأحيان في المجتمع المحافظ.
ليس لدي علم لمن ستكون الغلبة في الأخير، هل للإسلاميين المتشدِّدين  و الذين غبروا إذا صح المصطلح، ام إلى الإسلاميين المنفتحين و الذين لطالما كانو حاضرين غائبين، ام إلى القاعديين الذين يؤولون إلى الاندثار.

تبقى الجامعة في الأخير حلبة صراع إديولوجي مختلف، و تبقى لك حرية الاختيار، ان تكون من بين هؤلاء، او متفرجا مثلى، من بعيد ومطورا لفكر خاص جديد.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.