يوم الأحد على الساعة
السابعة مساءً، مرَّ على ناظري منظر لم استطع ابدا وصفه، لا أعلم من اين ابدء و لا
أين انتهي، و لكن في نفسي شيء اريد قوله، حيث الكتير لم يستطع الإفصاح به، أو ربما
ارادو التستر عليه؛ انا لست بقاعدي، ولكني متعاطف مع القضايا التي تمس الجسد الطلابي
ككل، ولست بتجديدي لأني لا أهوي "نحط العكار على الخنونة"، و لا أريد
الإنتماء لكليهما، لكني ضد نظام احتكاري، ظالم للشعب بصفة عامة، وللطلاب بصفة
خاصة، شردهم و جردهم من حقهم في السكن و جعل الكثير منهم متشردين و ذائعين لا
يجدون مأوى للنوم؛ لا يعلمون مصيرهم.
حرموا من حقهم في
السكن، و أرادو حرمانهم من المطعم، و يريدون بشكل او بآخر حرمانهم من الحق المقدس
"التعليم" لا أعلم إن كانوا سينجحون في هذا أو لا، ولكن ما أنا متأكد
منه هو صمود الطلاب ضد هذه المناورات، والذين لن يستسلموا.
إن المشهد الذي أثر في
كثيرا وقع في كلية العلوم، و انا استعد لامتحانات الدورة الخريفية لسنة 2014، و
التي تشهد اعتصاما مفتوحا للطلاب، من اجل مطالبهم، والتي تتمثل في الحق في السكن.
حيث مر على ناظري مشهد لطالب نائم على الأرض بعدا ان أحذ منه العياء نصيب و هو يقوم
بالاستعداد للامتحانات، مترددا في أن ينام أمام الآخرين، او يصبر على ابتلائه، حتى
يفرغ المكان، ثم يخلد لنوم ليس بهنيء في برد ليالي فصل الشتاء القارص، و في ارض لن
تعطيه من حنانها سوى البرد و الأمراض، و التي كان السبب فيها بالأصل نظام شرد
بالوصل.
لا أدري بأي نَفس ستمر
هذه الامتحانات، و التي لم تكن أبدا متوازنة الحظوظ، فهناك فرق كبير من ارتاح و
استعد في ظروف ميتالية، و هناك من كانت المثالية لديه هي مكان دافئ للنوم في ليل
بارد داخل مكان مفتوح على العراء، كيف لدولة تريد نتائج إيجابية بدون ظروف مواتية؟
و كيف سينال الطلاب نفس فرص النجاح؟ لمذا نحاسب بضعف المستوى إذا كان النظام في
الأصل هزيل و دون المستوى!؟
انا لست بكاتب، وليس
لدي عربية جيدة، ولكني أفصحت على ما رأيت، و لم أخبئ الشمس بالغربال. امتحانات هذه
السنة لن تمر تحت شعار طلاب ضد الغش، ولكن تحت شعار الشعب يريد إسقاط النظام و هي
تزين أرجاء الجامعة و أروقتها، بل و حتى داخل مدرجات الكلية.
نبيل رضوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق